هل تُعاني من ألم في مفاصلك؟ هل تتوقع أن تكون مصابًا بأحد الأمراض التي تؤثر في المفاصل؟ تابع قراءة مقالنا الآتي للتعرف على إجابة سؤال “ما هو النقرس؟”، وأبرز المعلومات والتفاصيل حوله:

ما هو النقرس؟

يُعد مرض النقرس (Gout) من أشكال التهابات المفاصل الشائعة والمعقدة، وهو يُسبب حدوث نوبات حادة ومفاجئة من الألم، والتورم، والاحمرار في أحد المفاصل أو أكثر. وغالبًا ما يؤثر في إصبع القدم الكبير، بالإضافة إلى مفاصل أخرى، مثل: الركبتين، والكاحلين، والقدمين، واليدين، والمعصمين، والمرفقين.

ومن الجدير ذكره أن نوبات النقرس تحدث بصورة مفاجئة في الغالب، إلا أنها أكثر تكرارًا خلال ساعات منتصف الليل. (1)(2)(3)

ما أعراض النقرس؟

من المهم أن تعلم أن أعراض المرض قد تبدأ بصورة مفاجئة، وقد تستمر لعدة أيام أو حتى عدة أسابيع، وبالتالي يتبعها فترات من الهدوء قد تمتد إلى أسابيع أو شهور أو سنوات، كما أنها في الغالب تظهر في مفصل واحد في كل مرة.

تشتمل الأعراض الظاهرة على المفاصل المصابة على الآتي: (2)(3)

• الألم: في الغالب يكون الألم شديدًا، وقد تصل حدته إلى أعلى درجاتها بعد بداية النوبة بنحو 4 – 12 ساعة.
• الشعور بالانزعاج المستمر: على الرغم من هدوء نوبات الألم بعد مرور فترة محددة، إلا أن البعض قد يشعر بالانزعاج المستمر في المفاصل، وقد يمتد من بضعة أيام إلى بضعة أسابيع.
• التهاب المفاصل: وبذلك تصبح المفاصل متورمة ودافئة وحمراء اللون.
• محدودية الحركة: مع تفاقم حالة النقرس قد يصبح المريض غير قادر على تحريك المفاصل المصابة بصورة طبيعية.

ما أسباب النقرس؟

يتطور مرض النقرس نتيجة لإفراز كميات كبيرة من حمض اليوريك (Uric acid) في الدم، أو نتيجة لعدم قيام الكليتين بترشيح الكميات الزائدة منه، وهذا بالتالي يُسبب تراكمه داخل وحول المفاصل على شكل بلورات صغيرة، وبالنهاية يُسبب نوبات أعراض مرض النقرس سابقة الذكر، أما عن العوامل التي تزيد خطر حدوث هذه المشكلة، فهي تتمثل بالآتي: (4)(5)

• العمر: يزيد التقدم بالعمر من خطر الإصابة بالمرض، ولذا يُعد المرض أكثر شيوعًا بين كبار السن، وفي المقابل من النادر حدوثه بين الأطفال.
• الجنس: يُعد الذكور أكثر عرضة للإصابة بالمرض مقارنةً بالإناث، إذ يُصيب الذكور أربع مرات أكثر من الإناث قبل عمر 65 عامًا، بينما يصيبهم بمعدل أكثر ثلاث مرات من الإناث بعد عمر 65 عامًا.
• العامل الجيني: إن إصابة أحد أفراد العائلة بالمرض دلالة على أن باقي أفراد العائلة عرضة للمرض أيضًا.
• النظام الغذائي: الإكثار من تناول الأطعمة المحتوية على حمض اليوريك، مثل: اللحوم الحمراء، والمأكولات البحرية يزيد خطر تراكم الحمض في المفاصل، ويُعد شرب الكحول من هذه العوامل أيضًا.
• التعرض للرصاص: بينت الدراسات وجود صلة ما بين التعرض المزمن للرصاص والإصابة بمرض النقرس.
• الأدوية: يمكن أن تزيد بعض الأدوية من مستويات حمض اليوريك في الدم، مثل: مدرات البول، والأدوية المحتوية على الساليسيلات.
• الوزن: تُسبب زيادة الوزن والسمنة والدهون الحشوية زيادة خطر الإصابة بالنقرس.
• الحالات المرضية: وهي تشمل الإصابة بارتفاع ضغط الدم، أو فشل القلب الاحتقاني، أو السكري، أو متلازمة الأيض، أو مشاكل في الكلى.

الكشف عن الإصابة بمرض النقرس

لم تنتهي إجابة سؤال “ما هو النقرس؟”، إذ لا بد من التطرق إلى طرق تشخيص المرض، إليك التفاصيل في الآتي: (2)

●       اختبارات الدم

قد يوصي الطبيب بإجراء اختبار للكشف عن مستويات حمض اليوريك في الدم، ولكن من الممكن أن تكون نتائج هذا الاختبار غير واضحة في بعض الأوقات؛ وذلك لأنه قد ترتفع مستويات حمض اليوريك عند بعض الأشخاص دون الإصابة بمرض النقرس، كما قد تظهر أعراض المرض عند البعض الآخر ودون ظهور مستويات غير طبيعية لحمض اليوريك.

●       اختبار سائل المفصل

يقوم هذا الاختبار على سحب عينة من السائل الموجود حول المفصل المصاب، وذلك باستخدام إبرة خاصة، وبالتالي يمكن رؤية بلورات الحمض تحت المجهر.

●       الاختبارات التصويرية

قد تُساعد الاختبارات التصويرية على رؤية بلورات حمض اليوريك بصورة جلية، واستبعاد الأسباب الأخرى لالتهاب المفاصل، لذا قد يلجأ الطبيب إلى التصوير بالأشعة السينية، أو التصوير بالموجات فوق الصوتية، أو التصوير المقطعي المحوسب.

يمكنك زيارة فروع مختبرات البرج لإجراء الاختبارات السابقة أو أية اختبارات أخرى يطلبها الطبيب، كما نود التنويه إلى أنه يمكنك الحصول على باقة مميزة تُعرف بباقة التهاب المفاصل كير، ولا شك بأنك ستحصل على خدمة طبية شاملة يقدمها كادر طبي متخصص ومزود بأحدث الأجهزة والمعدات.

علاج مرض النقرس

تختلف طريقة أو نمط علاج مرض النقرس الذي يعتمده الطبيب بالاعتماد على مدى تكرار الأعراض وحدتها، ومن المتوقع أن تشمل الخطة العلاجية على الخيارات الآتية: (2)

●       أدوية علاج نوبات مرض النقرس

تُساعد هذه الأدوية على تقليل الالتهاب والألم المصاحبين لنوبات النقرس، وهي تشمل على الآتي:

1. مضادات الالتهابات غير الستيرويدية (NSAIDs)، مثل: الأيبوبروفين (Ibuprofen)، ونابروكسين الصوديوم (Naproxen sodium)، والأندوميثاسين (Indomethacin)، والسيليكوكسيب (Celecoxib).
2. الكولشسين (Colchicine): وهو من مسكنات آلام النقرس الفعالة.
3. الكورتيكوستيرويدات (Corticosteroids): يمكن أن تخفف الكروتيكوسيترويدات، مثل: بريدنيزون (Prednisone) من أعراض الالتهاب والألم، وهي أدوية إما تعطى فمويًا، أو تحقن داخل المفصل.

●       أدوية الوقاية من نوبات مرض النقرس

في حال كانت النوبات متكررة، أو أنها تسبب بظهور أعراض شديدة جدًا عندها قد يلجأ الطبيب إلى وصف أدوية تساعد على تقليل احتمالية تراكم حمض اليوريك في المفاصل، ومن أمثلتها:

1. أدوية تمنع إفراز حمض اليوريك: تحد هذه الأدوية من إنتاج وإفراز حمض اليوريك في الدم، ومن أمثلتها: ألوبيورينول (Allopurinol)، وفيبوكسوستات (Febuxostat).
2. أدوية تخلص الجسم من حمض اليوريك: تساعد هذه الأدوية على تحسين قدرة الكلى في تخليص الجسم من حمض اليوريك، مثل: البروبينيسيد (Probenecid).

●       تعديلات على نمط الحياة

على الرغم من فعالية الأدوية في علاج مرض النقرس والحد من أعراضه، إلا أن لتعديلات نمط الحياة دورًا هامًا في السيطرة على المرض، ولذا يُنصح بالآتي:

1. استبدال المشروبات المحتوية على مستويات عالية من الفركتوز بالماء.
2. تجنب تناول الأطعمة التي تزيد من إنتاج حمض اليوريك، مثل: اللحوم الحمراء، والسردين، والمحار، والسالمون، والتونة.
3. ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والحفاظ على وزن صحي.